:s7:
أي عين يجمُل بها أن تستبقي في محجرها قطرة من الدمع لا تريقها على هذا المنظر
المحزن والمؤثر ..وأي قلب يستطيع أن يستقر بين جنبي صاحبه دون أن يطير جزعاً
على ما حل لإخواننا المسلمين أهل غزة .. !! لا تزال إسرائيل تتمادى بإمعان في مسلسلها
الدموي الذي راح ضحيته كثير من الأبرياء ..
فحين عجزت إسرائيل عن تركيع هذا الشعب المقاوم بتجويعه وعزله وحرمانه من أبسط
مقومات الحياة لجأت إلى وسيلة لا تقل قذارة في تاريخهم الأسود عن سابقتها حين
لجئوا إلى قصف القطاع بالطائرات ذلك لعلمهم التام ماذا يمكن أن يحدث لو أنهم
نزلوا على الأرض ..!! فكانت هذه الحيلة الدنيئة ليسقط مئات الشهداء والجرحى..!
فأي بسالة هذه أن يقف شعب أعزل جائع ومحروم لا يملك حتى الرمق الذي يحفظ
حياته في وجه عدو عجز عن منازلته في ساحة المعركة ..
أليس حرياً بالأمة الإسلامية والعربية أن تتخذ موقفاً حازماً وصارماً يماثل هذا الصمود وهذه
البسالة ؟! بدلاً من فرقعات يطلقها المتظاهرون في الشوارع والتي لا تلبث أن تهدأ قريباً
أو الاكتفاء باجتماع عربي لقمة عاجلة مليئة بأوراق لا تتجاوز لغة الاستنكار والشجب والتنديد..!
ومناقشات باتت معتادة ومصاحبة لكل حدث وكأننا بذلك نستهجن على استحياء الجرائم التي
قام بها الكيان الصهيوني الآثم على قطاع غزة ..
دون أن يكون هناك موقف صارم موحد وسريع يصفع هذا الظلم ..ويُوقف هذه المجزرة
التي لا تزال تحصد مزيداً من الأبرياء .. أليس من الأفضل أيضاً أن يستيقظ الفلسطينيون
أنفسهم ويتركوا هذا الانشقاق الحادث بينهم ويوحدوا صفوفهم بدلاً من ترك العدو يستغل هذه الثغرة ؟!
دماء الشعب الفلسطيني المتدفقة في شوارع غزة ليست رخيصة وأطفال غزة الذين يصرخون
وجلاً وهم يسمعون أصوات القذائف ويرون بأعينهم أشلاء ذويهم وتدفق الدماء كل هذا لا يجدر
بنا التعامي عنه أبداً ..ولن ينسى أن يقف التاريخ إجلالاً لنساء غزة الصابرات الذين فقدوا أزواجهم
وأطفالهم في هذه الغارة الآثمة ..ولا يزال السيل متدفقاً حتى هذه اللحظة بالتضحيات الكبيرة التي
يقدمها هذا الشعب الأبي ..
مع كل هذا الصمود ألا يجدر بنا أن نستيقظ من صمتنا ..أن نترك رثاء أنفسنا وخيباتنا جانباً ..
أم آن للضمير العربي أن يصحو من هذا السبات المميت ؟! أن نثأر لهذا الشعب المقاوم وتكون
هناك ثورة عربية قوية يسجلها التاريخ نزيل بها العار عن أنفسنا أن ننتصر لهزائمنا المتلاحقة
ونضع بصمة مضيئة على غرة هذا العام الجديد .. !!
ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .. واليهود هم اليهود الذين حاربوا الإسلام منذ بزوغ فجره ..
لذا لن نستغرب أن يتمادوا في هذا الطيش ما لم تكن هناك ردة فعل قوية تحفظ للأمة كرامتها
وتعيد إليها نبضها وعزتها ..
أخيراً لا أقول إلا ..
لكِ الله يا غزة الإباء .. ولكم الله يا شهداء أرض الكرامة ..
ولكن الله يا كل ثكلى قدمت فلذة كبدها وأرملة فقدت زوجها ..
ولكم الله يا أطفال غزة الميتمين الخائفين الجائعين ..
ولكم الله يا كل شعوب العالم الغاضبين الثائرين الذين أرقهم ما حل بأخوانهم ..
لكم الله
فأن الله ناصركم مهما استطال البلاء وأشتد الكرب وعظم الخطب