( الحرمان.... والفقر )
في ليالي رمضان وكالعادة الناس يخرجون من بعد صلاة العصر ويذهبون لإحضار مستلزمات الإفطار من خضروات وفواكه وبعض الحلويات .
لم يكن خالد يحمل معه سوى ذلك المبلغ والذي أستدانه للتو لشراء سخان كهربائي ومدفئة لإطفاله فالبرودة بدأت تشتد !!! لم يكن يتبادر الى ذهنه ان طفله والذي يصطحبه دائماً لاداء الصلوات سيكون السبب المباشر في حرمان إخوته من تلك المستلزمات؟؟ !!
عند بداية الشارع الغربي كانت الحلويات متناثرة هنا وهناك والباعة المتجولون يحملون ما لذا وطاب .... وهنا بدأ الطفل المسكين يتسابق لعابه من بين فكيه , فحالة أبوه المادية كانت عائقاً بين رغباته !!!ولم يسبق أن رأى ذلك الكم الهائل من الحلويات .... قاوم كثيراً بين تلك الرغبة الجامحة في الحلوى وبين العادات والقيم التي زرعها أبوه .... غلبت عاطفة الحصول على الحلوى ومد يده على قطعة كانت قد أعجبتة مشاهدة لا تذوقاً وما كاد أن يخفيها الاّ وصاح شخص كان قادماً من الجانب الآخر على البائع قائلاً :
عليك بالفتى فلقد أخذا قطعة من الحلوى يريد إخفائها ؟؟؟!!!!
أرتجف الطفل خائفاً فأبوه قد سبقه بخطوات معدودة يريد ذلك المكان والخاص بالمستلزمات الكهربائيه .... سمع أبوه صوت البائع وهو يتلفظ بكلمات جارحة على ذلك المسكين فعاد مسرعاً عندما التفت ورائه فلم يرى إبنه ورأى الباعة وهم يتجمهرون على ذلك الطفل المسكين .. حسناً مالذي جرى أنه ولدي ؟؟؟ لاشيء طفلك هذا أختلس مني بعضاً من الحلوى على حين غفلة مني وأحببت ان أنهره حتى لايعود لمثل ذلك مستقبلاً؟؟!!
تغير وجه الأب فأخلاقه وشمائله لاترضى ذلك ؟؟؟ وأخذا ينظر الى إبنه بنظرات قاتلة ... أحس الطفل بفداحة ما أقترفه وخاف من أبيه أن يعاقبه ... وبينما أبوه يستسمح صاحب الحلوى لاذا الطفل بالفرار ولكن ياللهـــــــــــول ؟؟؟؟؟!!!!!!
لقد أصتدم بشخص آخر كان يحمل على رأسه إناءاً به بعض الأطمعة ليسترزق منها ؟؟ وقع على الأرض وأنكسر الإناء وتدحرجت تلك اللقيمات على الأرض وأخذت من ألأرض ما يجعلها تفتقد حتى النظر اليها ...!!!
تجمهر الناس مرة أخرى على ذلك المسكين وأخذوا يستلطفون صاحب الإناء ليعف عنه ... ولكنه أصر على الرفض وأصر على حمل الطفل الى قسم الشرطة؟؟!! أبتسم خالد عندما قدم ووجد إبنه لم ينهض بعد وعرف أن الخطأ الذي أرتكبه ابنه كان هو السبب المباشر فيه عندما رمقه بتلك النظرات الإزدرائية ؟؟
توجه الى صاحب اللقيمات وخاطبه قائلاً :
خذ هذا المبلغ مقابل لقيماتك وإنائك المكسور وتجاوز عنا تجاوز الله عنك !!! كان ذلك المبلغ هو الذي استدانه للتو قبل قدومه الى السوق !!!!
أخذا بيد طفله وعلىبُعد خطوات معدودة من المكان التفت الى الخلف وقال لولده :
لاعليك يابني فقد كنت مخطئاً عندما أخذتك معي ؟؟؟ولكن ربما بفعلتك تلك قد دفعت عن إخوتك مكروهاً قد ينشأ من تلك الأدوات الكهربائيه وصدق الله العظيم عندما قال في محكم تنزيله ( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا ) النساء الاية ( 19 ) .