يا له من شوق ..
ذاك الذي كلما غاب اعتراني
يا لها من لهفة
تلك التي كلما اختفى طيفه مزقتني
يا له من حنين ..
ذاك الذي كلما مر في خاطري كواني
أهو قلبي ..
أم هو قلب بسهام عشقه رماني
أم هو إحساس انتشلني من دنياي ..
و لم أعد أجد نفسي
أيا ما كان
فهو داخلي ..
إحساس يكبر معي
إحساس صادق
يخصني وحدي ..
و لن أطلع عليه أحد
سأحميه من كل النظرات ..
سأخبئه بين الحنايا
سأجمع له كل الورود و الأمنيات
سأقتلع له كل الآمال
سأمسح عنه كل الدموع و العبرات
سأعطيه كلي
و لن أطلبه أي شيء
يكفي أنه داخلي
ملأني بأعذب و أرق الهمسات
ما أعذبه
ما أروعه
ما أحلاه
إحساس لم أحسه من قبل
طرت معه
عبرت كل الحدود
حطمت كل الأسوار
فتحت كل الأبواب
و رميت كل المفاتيح في الطرقات
طرت معه ..
حتى وصلت إليه
و عرفت
أنه في كل الأحوال
أقرب مني إلي
عرفت أنه إحساسي ..
و أعظم إحساس
و بين يديه عاهدته
أنني و إن أضعت عمري
لن أضيعه ..
لن أضيع أعذب صوت
و لن أضيع تلك اللمسات
إنه سري ..
مكنونه يغلف فؤادي
بالشوق يحرقه
بالحب يحييه
بالهجر يسحقه
بالوصال يمنيه
بالحنين يمزقه
بالوله يغطيه
بالفراق يقطعه
و يفرقه ..
و بأحلى قرب يواسيه
و يسليه ..
.. إنه أنا ..
و أنا على جدران السفينة أكتبه خارطة
و أعلقه ..
كي لا أتوه بين أمواج البحار و المحيطات
إنه كل المنى ..
أسرق لأجله لحظات العمر
أهديها له
مزينة بالزهور
مكبلة بالآهات
إنه إحساسي ..
غرسه لي القدر
عشقته
هويته
نزعت لأجله قلبي
في بحره رميته
إنه إحساس صادق ..
حزنت معه على أيامي التي مرت قبله
و أعلنت الحداد
على عمري الذي فات ..
لآمست وجدآني""