صَادفتُ منَ النّاس أشكَالًا كثيرًة..
أحببتُهمْ، خذلُنِي مُعظمهُم،
رحَل بعضهُمْ...وَ نسيتُ القَليلَ منهمْ.
عَلى رصيفِ الحيَاة أمشِي ،
أتعثر ..أسقٌطْ..أنهضْ ،
ألملمْ بقَايَا أحلامِي العذبَة و أواصلْ ..
عَلى رصيفِ الحيَاة ،
أقفُ عَلى حَافَة الفرحْ ،
أمدُّ يديِ علّنِي أمسكُ بطرفِ ثوبِهِ...فيختفِي سريعًا ،
تاركًا خلفَهُ صمتًا عميقَا وَ دمعْ.
عَلى رصيفِ الحيَاة أنظُرُ إلى الخَلفِ..
أرَى ذلكَ الكمْ الكَبيرْ منَ الخيبَات المُتكررَة.
فأبتسمْ : يَاه ! لقدْ مرّ الوقتُ سريعًا..
أنظرٌ إلَى الأمَامْ ، لا أرَى شيئًا فالضبابُ كثيفٌ جدًّا...
إنّه يحجبُ عنِّي أشعَة الشّمس ،
نعمْ أشعة الشّمسْ تبدُو هُنَاكَ...لكنّها ليستَ واضحَة !
قلّما تسطعُ الشّمس عَلى هذَا الرصيفْ،
لكنّها و لقلتها ...تنيرُ لنًا الدروبَ.
وَ أنا ..قدْ أوشكت شمُوعِي عَلى الإنتهاءْ..
أخشَى الظلامْ !
أخشَى أن لا أصل إلَى النُّور !
بينمَا أنا أسير ،
دقّ باب قلبِي شخصٌ غريبٌ عنِّي ..
ترددتُ قبلَ أنّ أفتحَ لهْ..
لكنّهُ قَال مُطمئننًا إيَايَ : أفتحي ...لقدْ أرسلتنِي لكِ الحيَاة !
إنّهُ الأملْ ، جَاء ليوَاسينِي...
وَ يوَاصل معِي مشوارِي الّذي لا أرَى لهُ ملامحًا .
إنّ الحيَاة بالرغمِ منْ قسوتهَا أحيانًا...لكنّها تواسينا .
و لأنّها تجمعُنَا ،
فهيِ بنفسِ القدرِ تجعلنَا سعدَاء...وَ تُعسَاء أيضًا !
كَثيرًا مَا يمرُّ أمَامِي القَدرْ ،
غيرَ أنّه لا يلتفتْ لأحدٍ و لا يبَالِي بنداءاتنَا المُتكررَة لهْ .
رأيته مرّة وَ هوَ يسخرُ من أحدنَا ..
كمْ كَانتْ نظرتهُ قَاسيّة !
سمعتُ أنّ علَى قارعَة الطريقْ هُنَاكَ شجرَة كبيرَة ،
يتمنَّى الجميعُ الأكلّ من ثمارهَا الشهيّة..
تدعَى شجرَة السّعادة ،
لاَ يبلغُهَا ايًّا كاَنْ ..
حتّى السعَادة يَا نَاسْ ، ليستْ للجَميعْ !
لا أدرِي إنّ كنتُ سأصلُ إلَى النُّور ..
لكنّي لَنْ أنظُر خلفِي بعدَ الآنْ ..
وَ لا أتحسرْ عَلى شيئ منَ الآن ..
سأمضِي قُدمًا ،
وحدِي كمًا خلقنِي ربِّي !
و إنّ صادفتُ هذهِ الشجرة ذَاتَ يومٍ ..
سأتذوقُ منهَا...
وَ لنْ أسمحَ لأحدٍ أنّ يسرقَ لقمَة الفرحِ منِّي .